الكنيسة المعلقة
الكنيسة المعلقة


القاهرة في كلمتين وصورة| الكنيسة المعلقة.. شاهدة على التاريخ القبطي وحماية «العائلة المقدسة»

محمود كساب

الأحد، 05 يناير 2020 - 08:53 م

تعمل الحكومة المصرية في الفترة الحالية على إعادة الوجه الحضاري لمحافظة القاهرة باعتبارها عاصمة التاريخ الثقافة، وذلك من خلال القضاء على العشوائيات وطلاء وجهات المنازل وتشجير الشوارع والميادين.


«بوابة أخبار اليوم» ترصد أبزر المناطق الأثرية في العاصمة وذلك من خلال الصور التاريخية والمعلومات عن تلك المناطق.


ومن ضمن المناطق الأثرية التي شهدت على تاريخ القاهرة الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، والتي تعد من الآثار القبطية الهامة، فهي على مقربة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون، وكنيسة الشهيد مرقوريوس «أبو سيفين»، وكنائس عديدة أخرى.


يرجع تسميتها  بالمعلقة لبنائها على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني «حصن بابليون»، ذلك الذي كان قد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر.

 

 

بنيت الكنيسة على أنقاض مكان يقال أنه احتمت فيه العائلة المقدسة أثناء الثلاث سنوات التي قضوها في مصر هربا من هيرودس حاكم فلسطين الذي كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفا من نبوءة وردته.

 

جددت الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي مرة في خلافة هارون الرشيد حينما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة، والمرة الثانية في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي سمح للبطريرك افرام السرياني بتجديد كافة كنائس مصر، وإصلاح ما تهدم ومرة ثالثة في عهد الظاهر لإعزاز دين الله .

كانت الكنيسة المعلقة مقرا للعديد من البطاركة منذ القرن الحادي عشر، وكان البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذ الكنيسة المعلقة مقرا لبابا الإسكندرية، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع.

 وتعتبر مزارا هاما للأقباط، نظرا لقدمها التاريخي، وارتباط المكان بالعائلة المقدسة، ووجودها بين كنائس وأديرة لـقديسين أجلاء، فتسهل زيارتهم.


تقع واجهة الكنيسة بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس، وهي من طابقين، وقد بنيت بالطابع البازيليكي الشهير المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء.

 

تتكون الكنيسة المعلقة من صحن رئيسي وجناحين صغيرين، وبينهما ثمانية أعمدة على كل جانب، وما بين الصحن والجناح الشمالي صف من ثلاثة أعمدة عليها عقود كبيرة ذات شكل مدبب، والأعمدة التي تفصل بين الأجنحة هي من الرخام فيما عدا واحدا من البازلت الأسود، والملاحظ أن بها عدد من تيجان الأعمدة "كورنثية" الطراز. وفي الجهة الشرقية من الكنيسة.


يوجد  ثلاثة هياكل  بالكنيسة وهم: الأوسط يحمل اسم القديسة العذراء مريم، والأيمن باسم القديس يوحنا المعمدان، والأيسر باسم القديس ماري جرجس، وأمام هذه الهياكل، توجد الأحجبة الخشبية، وأهمهم الحجاب الأوسط المصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف، ويرجع إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، ونقش عليه بأشكال هندسية وصلبان جميلة، وتعلوه أيقونات تصور السيد المسيح على عرش، وعن يمينه مريم العذراء والملاك جبرائيل والقديس بطرس، وعلى يساره يوحنا المعمدان والملاك ميخائيل والقديس بولس، وبأعلى المذبح بداخل هذا الهيكل توجد مظلة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة، ومن خلفه منصة جلوس رجال الكهنوت. في الجناح الأيمن من الكنيسة، تم تعليق أجزاء من صحف قومية مصرية، على أحد الحوائط راصدة أحداث ومشاهد من التاريخ الحديث للكنيسة، المتعلقة بالأقباط في مصر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة